وصف
كتاب :من أبواب متفرقة + الكتاب الجديد : للعلى سعيا
كتاب : من أبواب متفرقة
قد يبدو للقارئ في بدء الأمر أن ترتيب هذه المقالات اعتباطي لا يخضع لقاعدة واضحة، ولا يحترم تسلسلا منطقيا محددا، غير أنه ليس كذلك بالنسبة لي، وأنا الذي عشتُ كل مرحلة من مراحل كتابة هذه المقالات، وعرفتُ ظروفها وسياقاتها، وتحوي معاني تشكلت ببواطني وترعرعت تحت عنايتي.
إن هذا الكتاب لا أُعيد قراءته إلا ويتكشف لي بالطريقة ذاتها التي هو عليه الآن، ذلك أنه يشبه واقعنا جميعا، الذي قد يبدو أنه غير منظم أو متسلسل، لكنه يكشف لنا كل يوم عن هدفٍ يتجلى ببطء وتدرُّج، ونحن نقترب منه ونفهمه بالطريقة ذاتها، حتى نصل إلى فهم أعمق لذواتنا وواقعنا، إذا نحن أُمهِلنا وأُنسِئنا في العمر حتى نصل إلى ذلك. وأنت مدعوٌّ عزيزي القارئ لتكون صبورا في قراءته حتى تأتي عليه بتمامه، لأن هذا التكشُّف لا يظهر جليا إلا بقراءة آخر مقالة منه .
الكتاب الجديد : للعلى سعيا
هذا الكتاب كان هذا عارِضاً من عوارض هذه السنة، لكنه عارض جميل. فهو انبثق لوحده من الأحداث المتسارعة، دون أن يكون مخططا له، ولا مفكَّراً فيه بشكل مليّ … لكن حين كنتُ في قطر خلال المونديال، وجريا على عادتي في كل أسفاري، بدأتُ أكتب يومياتٍ … ومع مرور الأيام، وتقدُّمنا في المنافسات، وظهور زيف التكهنات التي كانت تتنبأ لنا بالخروج المبكر من البطولة، بدأت تلوح لي فكرة هذا الكتاب تتلألأ من بعيدٍ، مُغريةً وجذابةً، فأقبلتُ عليها إقبالَ المغامرِ الذي يهوى التحديات.
فبوصولنا لدور النصف النهائي، بدأت تجتمع لدي العديد من الأفكار والتجارب والدروس، أحسِبُ أنه كان من الصعب أن تجتمع مرة أخرى في غير هذه المناسبة، خاصة أن الإنجاز الوطني الذي رافق هذا الحدث مذهل، وتكراره سيكون من الصعوبة بمكان.
هذا الكتاب أريده أن يؤرخ لهذا الحدث: وصول فريقنا الوطني إلى دور النصف النهائي من كأس العالم، ويقف على الأسباب التي أسهمت في هذا النجاح، وييستخلص الدروس المستفادة من هذا الإنجاز، وييبحث في إمكان إسقاطها على مجالات أخرى … رغم الاعتراف ابتداءً بصعوبة الأمر.
لكن القناعة التي تقف وراء فكرة الكتاب أن هناك قوانين كونية عامة ومطردة، تسري على كل الأشياء، ومن شأن اتباعها واحترامها للوصول إلى النجاح المرغوب فيه في أي مجال كان.